السبت، 15 أغسطس 2015

طائفة الحشاشين, ماذا تعرف عنهم؟!

طائفة الحشاشين, ماذا تعرف عنهم؟!


لقد كانت مهمته واضحة, فقد أمر المعلم تلاميذه بالقتل, وهو هجوم يموت فيه القاتل أيضاً, خمرة ممزوجة بالمخدرات, هكذا يتم الاتفاق في حالة من اللاوعي, وقد تم اخباره مسبقاً ان له الجنة ونعيمها عندما يتم مهمته ويموت, وهكذا تكتمل القصة.

لو كنت مولعاً بألعاب الكمبيوتر فلابد انك قد لعبت لعبة Assassins Creed الشهيرة وهذه اللعبة تتحدث عنهم وعن اصلهم.

قتل الكثير من الملوك والوزراء من قبل خناجر هذا التنظيم المحكم السري, فمن هم ومن المعلم وما تاريخهم؟, تابعونا لتعرفوا:

منحدرات شديدة في جبال إيران المنعزلة, مؤسس هذه الجماعة هو حسن الصباح(المعلم) وكان في نظر الناس مقاتلاً في السبيل الحق, وبالنسبة للبعض الأخر كان ارهابي متحجر القلب.

فقد أرسل نذير الموت للعديد من القادة السياسيين في بلاده, بل حتى وابعد من بلاده فقد وصلوا الى اوروبا.


عندما كان المعلم يريد قتل أحد ما, فقد كان يزوّد احد اتباعه بخنجر, وعرفوا في الغرب بإسم الحشاشين كذلك نفس التسمية عند العرب, واصل هذه التسمية غير متفق عليه ولكنه لأحد السبيين:
-إمّا لانهم كانوا يتناولون الحشيش والمخدرات قبل تنفيذ العملية.
-وإمّا لان الغربيين يطلقون عليهم اسم Assassins ومنها كلمة حشاشين. 

عندما جاء الكونت هنري اوفشمبين في زيارة للمعلم, قدم له المعلم عرضاً صعق الكونت, وهو انه أمر احد تلاميذه بالإنتحار رمياً انفسهم من سور عالي, وبالفعل انتحر التلميذ فوراً دون أي تردد او خوف.


الطاعة حتى الموت, هو أحد أهم قوانين هذه الجماعة.

لقد ترك الحشاشون أثراً كبيراً في الغرب لدرجة أن شعرائهم تغنّوا بهم في قصائدهم مثل قولهم, إن تأثيركِ فيّا أقوى من تأثير المعلم في تلاميذه, وذلك دليل على اخلاص التلاميذ للمعلم وطاعتهم العمياء له.

اعتنق حسن الصباح الاسماعيلية وهي احد طوائف الشيعة.

لقد اتخذ المعلم قلعة الألموت قاعدةً له, وهي قلعة شاهقة الأرتفاع والتي يبلغ ارتفاعها 2270 متراً, وتقع في جبال البورز, وقد كانت قاعدةً مناسبةً جداً له حيث لا احد يستطيع الاقتراب منها لأنها نائية جدا وشاهقة الأرتفاع, ويستطيع المعلم من خلالها محاربة الطوائف الدينية الأخرى.

الألموت سميت بهذا الإسم لأن أحد الملوك كان يدرب النسور بالهبوط عليها وعلى فريستها, وقد استغل ذلك الملك الفائدة الاستراتيجية لها وصعوبة الهجوم عليها.

وقد اشترى المعلم هذه القلعة من مالكها بخدعة ذكية, فقد اتفق معه ان يبيعه مساحة من القلعة بمقدار طول الحبل الذي تربط به البقرة, بثمن عالي, وبكل دهشة قام أحد اتباع المعلم بإستخراج الخيوط من الحبل وربطها معاً بحبل طويل, وبهذه الحيلة انشأ حبلاً أحاط بكامل القلعة واستولوا على القلعة.


لقد استخدم تلاميذ المعلم انعكاس اشعة الشمس على الاسطح اللامعة للتواصل معاً عبر المسافات البعيدة, وهو نظام ترميز متطور جدا أنذاك يستعمل في الحروب.

وقد كان المعلم يملك جيشاً من الفدائيين المستعدين للتضحية بأرواحهم من أجل اهدافه, وقد استولى على 70 قلعة بواسطة حروب أو بوسائل اخرى.

لقد نجح حسن الصباح في السيطرة على المجتمع أنذاك, فقد كان متعمقاً جدا في دراسة القرأن الكريم والنصوص الفلسفية الأخرى, وكان مشهوراً بمكتبة الكبيرة في القلعة, وفي عزلة شبه تامة, كان يخطط لبناء وطن مثالي لا يسيطر عليه السلاجقة أو السنة.

لقد كان اسلوب المعلم بالقتل مميزا, فقد كان يأمر تلاميذه ويوعدهم انهم اذا ماتوا فإن لهم الجنة, ويعطيهم الخنجر, وكان يقنعهم أن الإغتيال يكون بإسم الدين.



كان التلاميذ مدربين بشكل احترافي, على الاندماج بالمجتمع, إمّا في ثياب تاجر او متسول أو بائع إلخ.., وينتظر التلميذ فرصته لإغتيال القائد السياسي الذي يريده حسن الصباح ميتاً, وبهذه الكلمات بسم الله, إقبل تحية حسن الصباح, ويقتل فوراً.

يقال ان عدد اغتيال المعلم وصل لل100.

كان المعلم رجلاً مثقفاً جدا وتعلم الكثير من العلوم مثل الفلك, والكيمياء, وكان يقضي معظم وقته في اعداد العلاجات والوصفات المتنوعة, وكان يعطي المخدرات لأتاعه كعنصر أساسي لإتمام المهام المطلوبة.

كان كل غني وذا نفوذ يعيش في قلق دائم, فلم يكن يشعروا بأي أمان على الاطلاق, وينتظروا الساعة التي يتم اغتيالهم فيها من قبل المعلم, لدرجة أن الاغتيالات وصلت لغرف النوم, فقد كان القتلة لدى المعلم يدخلون البيت بهدوء تام دون أن يشعر بهم أحد, ولكنهم لم يكونوا يقتلون دائما, 



في بعض الأحيان يضعون الخنجر بجانب رأس الضحية كإنذار أخير, وان لا مجال للهرب من المعلم.

لقد كان المعلم يعطي تلاميذه مخدرات معينة, تجعلهم يغطون في النوم ليستيقظوا بجانب نساء حسناوات.

في النهاية تمكن المغول من الوصول للقلعة, وقد دمروا القلعة بشكل رهيب وكبير جدا, فقد اتلفوا جزءاً كبيراً منها واحرقوا الكثير من الكتب الثمينة وقد ذهب جهد الصباح هباءاً منثورا عدا عدة كتب قديمة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق