الخميس، 20 أغسطس 2015

أناقة الإنسان القاتلة!

أناقة الإنسان القاتلة!



أحياناً كثير يكون البذخ والترف من قبل الانسان في كثير من الامور الغير ضرورية, قاتلاً لحياة كائنات اخرى, ويتم ازهاق الكثير من الأرواح البريئة, في ستينيات القرن الماضي, كانت الموضة المكتسحة لأزياء النساء, موضة البلاطي الفرو, وهو فراء القطط والنمور والفهود والجاجوار, تم إحصاء في سنة 1978 في أميركا يظهر انه تم بيع نصف مليون قطعة فراء اميريكية, مما يعني نصف مليون قط تم قتلهم وسلخ جلودهم.

البالطو من نوع الفرو الأمريكي من قطط الاونسلوت وصل سعره الى اكثر من 20 ألف دولار, طبعاً هذا الرقم كان حافزا كبيرا لصيادين القطط لإصطيادها وسلخ جلدها وبيعها بهذا السعر المغري, مما ادى لإنقراض كبير في اعداد هذه القطط الاميريكية الجميلة, الهنود الحمر في فنزويلا تفرغّوا لهذا الامر لما يجلب لهم من المال الوفير, ومن أنواع القطط المنقرضة نتيجة لأعداد الصيد الهائلة, فهد الجاجوار, قطط الأوسلوت, المارجاي, الاونسيلا, البامباس, الجيفروي واصغرها الكوتكوت, هذه الأنواع تناقصت بشكل كبير, لدرجة أنه في جبال الأنديز لم يبقى الّا قطة واحدة جبلية ميتة محنطة في متحف لندن, كل هذه الأنواع اصابها الإنقراض.



الحيوانات المفترسة تأكل في اليوم ظبي او حيوان اخر مرة واحدة في اليوم, أمّا الإنسان فقد كان افحش وانذل في عدوانه من ذلك بكثير, كان يقتل 100 ألف حيوان من أجل ان المال والنهم لمصالحه الشخصية, فكان لابد من منظمات الرفق في الحيوان والحفاظ على البيت ان تحتج على هذه الامور, وضغطت على الحكومة بشكل كبير, وفي النهاية اصدرت قانون بحظر صيد هذه الانواع النادرة.

العدوان الأكبر من قبل الإنسان تجاه البيئة كان الحرائق الضخمة التي يشعلها الانسان في الغابات للتخلص من الأشجار, ويحوّل هذه الغابات لمراعي لكسب المال, وطبعاً كان هذا الامر قاتلا بالنسبة للحيوانات الاليفة الموجودة في الغابات المحترقة والتي تكون نهايتها أن تموت حرقاً وهي على قيد الحياة, لقد كان الانسان قاسي جدا في طمعه واستغلاله للبيئة وتدميرها بشكل كبير من أجل مصالحه رغباته الشخصية, ومن أكبر اضرار حرق الغابات هو ارتفاع حرارة الارض, والفساد والتلوث البيئي, ولكن ذلك لم من اهتماماته.



لماذا هدف الانسان هو الخراب وتدمير الحياة للكثير من الكائنات سواء جوية او بحرية او برية, الإنسان سيّد المخلوقات والمؤتمن عليها, ويجب عليه ان يحافظ على هذه الثروة الحيوانية والبيئية, ويحافظ ايضاً على جمال الحياة الحيوانية والنباتية, لما فيها من اشكال وانواع والوان تخطف الالباب, لما لا نعتبر انها امانة من رب العالمين لنا, لنحافظ عليها ونحسن استغلالها بالشكل الصحيح والذي لا ينهيها او يدمرها.

كان مؤسفاً حقاً لي ان ارى ان منظمات حقوق الانسان والحيوان والحفاظ على البيئة وغيرها من المنظمات الخيرية مصدرها الغرب, وليس نحن اهل الاديان, كان يجب ان نكون الاجدر والاسبق بها والمناداة بصوت الحق والعدل في الأرض, الحياة تسجل حسنات كثيرة للغرب في هذه المجالات, ولكن سيئاته اكبر طبعاً, التلوث الصناعي هم السبب به المؤدي لرفع درجة حرارة الارض وخرق غلاف الاوزون, أمراض الحساسية وسرطانات الجلد, والمبيدات الحشرية والDDT الذي اهلك الزرع ولوث الأنهار وسمم الطيور والحيوانات, المفاعلات الذرية والتلوث الاشعاعي, مذابح الحيوانات من أجل الفراء كما ذكرنا هم السبب فيه, الاستعمار الدموي للشعوب, إبادة الهنود الحمر في أميركا, خطف الزنوج من أفريقيا واستعبادتهم وترحيلهم عبر البواخر, وبيعهم في الأسواق الرخيصة بأسعار زهيدة لأعمال تافهة, وأخيراً زرع الكيان الإسرائيلي ومدّه بالاسحلة والقنابل الذرية, وبعد كل ذلك رفعوا رايات مؤتمرات السلام.

من الجانب الايجابي لهم محاولة نشر السلام, وصيحات الدفاع عن الحريات والديمقراطية, منظمات العفو الدولي والحفاظ على البيئة, حقوق الانسان, سبحان الله على هذا التناقض العجيب لهذا الإنسان الغربي, المهم هل تصدق النية لهم في هذه الامور, ام انها مجرد شعارات فارغة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق