اللغز الفلكي
حديثنا اليوم مع الكون وأسراره, يبلغ عرض الكون 15 مليار سنة ضوئية, وعمره 15 مليار سنة زمنية, والفرق بينهما ان السنة الضوئية هي وحدة قياس للمسافة, اما الزمنية فهي وحدة قياس للوقت والمزمن, والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة, والثانية الضوئية تبلغ 300 ألف كيلو متر, والسنة تساوي= 300ألف*60*60*24*30*12= 3 ومعها 14 صفر, ومن ثم نضرب ب15 مليون ليكون الناتج النهائي لعمر الكون هو رقم مكون من 25 صفر كم, مسافة هائلة جدا لا يمكن تخيلها, وهي تمثل عرض الكون بقياساتنا الارضية, لذلك فحينما يذكر ربنا تعالى في كتابه الكريم جنة عرضها السموات والارض, فلك الحرية في التخيل بمدى مساحتها, اما عن عمر الكون, فهو ممتد ل15 مليار سنة من سنواتنا, وكانت بدايته حسب اكثر النظريات قبولاً حتى الأن, هو ان الكون كان في البداية عبارة عن قبضة تشمل كل مادة الكون بكاملها, ثم انفجرت بالإنفجار العظيم والمسمى بـBig Bang, وانطلق منه مواد الفضاء الأساسي وتحول الى سديم الدخان بعرض هائل جدا, وعلى مدى ملايين السنين ابتدأ بالتكثف لينتج الكواكب والنجوم والشموس والمجرات التي نراها اليوم, لكن بإمكانك الاستماع لصوت الأنفجار الأول عبر رؤية ذبذباته تسجله ألات الرصد, فالكون مازال منطلق بالتوسع بجميع الاتجاهات, مثل البالون, ولكن بنفس الوقت هناك قوة اخرى مضادة لقوة الانفجار الكبير وهي قوة الجاذبية, والتي تعمل على انكماش الكون على نفسه, وبمعامل التوازن الصغير بينهم يعطينا هذا الشكل الحالي للكون, وفي حالة طغت قوة التباعد على قوة التجاذب, فسيتناثر الكون في كل اتجاه وكل كوكب ونجم لوحده ويفقد ارتباطه, ولو زادت قوة التجاذب بمقدار بسيط لإنكمش وانسحق على نفسه ورجع لحالته الأولى, ومن الممكن ان يتحول الى الثقب الأسود, او شيء اكثر غموضاً منه وهو القبضة الاولى التي كان عليها قبل الانفجار, فسبحانه حينما قال:"إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا", وفي أية اخرى :"يمسك السماء ان تقع على الأرض إلّا بإذنه", وأية اخرى:"الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه", أيات كلها ترمز الى ان الجاذبية هي عبارة عن قوة الهية, وهي قوة عظمى تمنع انهيار الكون على نفسه.
الثقب الأسود من أكثر الألغاز حيرةً في الفلك, ومن عجائب الفضاء الكبرى, النجم له مراحل حياة شبيهة بالانسان, فهو يبدأ صغيراً ويتطور من شباب إلى شيخوخه ثم الى موت, ويتحدد شكل موته حسب كتلته, فإذا كانت كتلته اكبر من الشمس 3 مرات فإنه سوف ينهار على نفسه ويتهاوى قلب النجم, ويتحول لثقب أسود, بحجم ملعب للكرة, وهو نهاية افق معلومات الفلك, ولاتبقى سوى النظريات وتخيلات العلماء لفك طلاسم هذا اللغز, بداخل الثقب الأسود يتوقف الزمن وجميع القوانين الفيزيائية التي نعلمها, وسمّي بالأسود لانه يملك جاذبية هائلة جدا لا تسمح للضوء من الخروج منه, وبالتالي لا يصلنا منه الضوء فنراه اسود.
0 التعليقات:
إرسال تعليق