الهيدروجين وقود المستقبل!
كل انواع الوقود تنفذ, وقود واحد ممكن ان يستمر الى يوم القيامة, وهو الهيدروجين, لماذا؟!, لانه ينتج من الماء والمياه من البحر, ولكن لماذا تأخر استعماله كوقود طوال هذه المئات من السنين, في الواقع توجد مشكلتين كبار تواجهنا, الاولى هي رعب الهيدوجين, وهي حادثة منطاد هيندنج بورج الشهيرة في عام 1937 الذي احترق بشكل رهيب, منطاد هيندنج بورج كان اختراع عظيم ذا شهرة واسعة, وكان يطير عن طريق ملئه بالهيدروجين وبمحركات دافعة بسيطة, بإمكانه ان يجول البحار والمناطق النائية, ولكن هذا المنطاد في أول رحله له عبر المحيط الاطلنطي كانت الصحافة والاعلام ينتظره على الناحية الاخرى, وكان الجميع يشعر بسعادة وسرور واحتفال ضخم سيقام على هذا الانجاز العظيم, ولكن فجأة وأمام الجميع وفي سماء نيويورك احترق وتحول في ثانية واحدة الى ركام, وتحول الاحتفال الى بكاء ونحيب في لحظة مؤثرة جدا, وبعد هذا الحادث, سبب عقدة عند الجميع من ما يسمى الهيدروجين كمصدر طاقة, ولم يحاول احد من ذلك اليوم تكرار نفس المحاولة, ولكني اقول ان الهيدروجين كان مظلوما في هذه الحادثة واعبتره من اكثر انواع الوقود اماناً, رغم ان الحريق كان شاملا وضخم, ومع ذلك 62% من الركاب نجوا بشكل كامل دون اي أذى, فطبعاً هذا شيء غريب, لانه في اي طيارة تحترق في السماء لابد ان يموت ال100%, ولكن في المنطاد عاش اكثر من 60%, ولاحظوا فرق بين حريق الهيدروجين والنفط, حيث حريق الهيدروجين غاز خفيف يحترق بإتجاه الاعلى, فالشعلة تكون لاعلى, اما النفط والسولار والبنزين وغيرها تحترق احتراق انتشاري افقي, وهذا سبب ان حريق مشتقات النفط تكون فظيعة فتاكة, فخلاصة المشكلة الاولى انها عقدة عن الجميع من احتراقه.
المشكلة الثانية كانت في عمليات استخلاص الهيدروجين, بحيث يستخلص من ماء البحر ولكنها مكلفة, وتكون الكمية الناتجة قليلة نسبياً وغير نافعة اقتصادية.
أحلام الانسان الامريكي كبيرة, ليست مقتصرة على سيارات تعمل على الهيدروجين, ولكن طيارات قادرة على الطيارة بهذا الوقود, وهذا ممكن من خلال اضافة بعض التعديلات على الطائرات في هيكلها ونماذجها, وتبقى مشكلة التزوّد بالهيدروجين كل مسافة قصيرة, وتوجد الكثير من المشاكل الاخرى التي تواجهنا في استعماله وانه يكون كبديل قوي لمشتقات النفط.
طبعاً العلم والعالم مصرّون على الوقود والحصول عليه وجعله منافس قوي للنفط ومنافس اقتصادي جيد له, وانظروا روعة الامر, لو انه اصبح فعلاً بديل للنفط, فالهيدروجين نظيف جدا وناتجه هو ماء مقطر نظيف جدا, بإمكانك شربه حتى, يعني عادم ظريف جدا ومفيد :) , وهذا حل لمشكلة كبيرة جدا وهي رائحة المدن الفظيعة الخانقة والتي سببها عوادم السيارات التي تنتج الروائع الخانقة.
للهيدروجين معجزات كثيرة, فهو الوقود الاول المستخدم في محطات الفضاء والسفر خارج الارض الى الفضاء, وان شالله هو الذي سيوصلنا الى المستقبل الخالي من غازات النفط الضارة, ومستقبل نظيف ووقود لا خوف عليه لا ينتهي لانه من الماء والماء من البحر فلايوجد اي قلق او خوف على مستقبل الطاقة في كوكبنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق