إختنال الشجرة!, ما هو!؟
موضوعنا اليوم علمي بحت, وحيوي ومهم جدا لنا جميعاً, لأنه حياتنا وأكلنا وهوائنا الذي نتفسه, مهم لدرجة انه تم انشاء احزاب تسمى بالأحزاب الخضراء وهي التي تهتم بالبيئة وتحافظ عليها, وذلك لأهمية النباتات في هوائنا ورزقنا وطعامنا, كيف ذلك؟, النبات يأخذ نور الشمس وتحوله لطاقة كيميائه تضعه في قطفة العنب والفول والموز, فحينما نأكل نحن في الواقع نأكل قطعة من الشمس بكل ما تحوله من معنى, فلولا هذه الخضرة الوسيطة بيننا وبين الشمس فلن يكن لنا القدرة للحصول للأكل, فهي العامل الوسيط الذي يحول نور الشمس إلى كيمياء سكريات وطاقة قابلة للأكل, فبدل أكل نور الشمس نأكل الموز او التفاح وإلخ, نفس الكلام عن الحيوانات التي تأكل النبات, والبحر أيضاً كله خضرة, لدرجة أن كل 1 ملم من البحر تحوي 1500 طحلبة صغيرة, وهي نفس عمليات النبات تقوم بها, وتحول نور الشمس الى طعام للأسماك الصغير, والسمك الكبير يأكل السمك الصغير, ونحن البشر نأكل سنوياً 2000 مليون طن من الأسماك, وبهذه الطريقة الساحرة تمر طاقة الشمس في أجسامنا وتمد شجرة الحياة بالطاقة والحياة, والنبات هو الحلقة الأولى في سلسلة الغذاء, وقد سمعنا عن القنابل الذرية التي تصنع دخان يحجب نور الشمس ويمطر مطراً يهلك الأشجار بعده لعدم وجود الشمس.
أهمية هذا الموضوع حفزتني على كتابة هذا المقال عن هذه العملية المذهلة والساحرة التي يقوم بها النبات لإنتاج الطعام الذي تأكل كل الكائنات الحية على سطح الأرض بشكل مباشر أو غير مباشر, السر وراء هذه العملية هو جزئ يسمى الكلوروفيل وهي الكرويات الخضراء الموجودة في الخلايا النباتية, لها خصائص معينة ومحددة, بحيث تكون الإلكترونات فيه شبه حرّة, بحيث انه مثل عصا البلياردو التي تضرب الكرة, بحيث يرتد الالكترون للأعلى ويأخذ الشحنة وبعدها ينزل للأسفل لمداره ليفرغ هذه الشحنة, فهو أشبه بالبطارية, فيكون في حالة تهيّج نتيجة شعاع الشمس وبالتالي سيعطي تيار كهربائي بداخل الخلية نفسها, عن طريق هذا التيار البسيط تكون للخلية القدرة على القيام بمعجزة البناء الضوئي, تأخذ ثاني اكسيد الكربون وتحوله لإكسجين وتنقي الجو وإلخ, وتنقي منه الغلوكوز وهو معجزة اخرى لأنه اشبه بالذهب, ويتحول الى نشويات وسكريات وفيتامينات وانزيمات وإلخ, كل هذا من الغلوكوز, وفي شكله النهائي طبق فول او خضار او فواكه او اي اكل اخر وهو مقتمس كل فوائد الطاقة هذه من الشمس ووضعها فيها, وقدّر العلماء ان كم الطاقة الذي تأخذه النباتات من الشمس أكبر من جميع مخزون القنابل الهيدروجينية والذرية بالإضافة لجميع المولدات وماتولده من طاقة كهربائية وكل ما نصنعه كهرباء, فتخيل كل هذه الامور في ورقة نبات بسيطة تقطعها بيدك (سبحان الله), فهذه ليست ورقة هذه معجزة قائمة بحد ذاتها, وهي تحت المجهر تركيب معجز معقد, قطع منفصلة عن بعضها ومغطاه بأغطية علوية ووسطية وسفلية رقيقة وبها فتحات كالصمامات تفتح وتغلط بنظام, وفتحات تدخل ثاني اكسيد الكربون وتخرجه, ونجد بالخلية نفسها كريات خضراء تسير فيها مثل جسم الإنسان, والغريب في الأمر النبات به العروق والشرايين مثل الإنسان تماماً, بحيث يوجد بها عروق لضخ الماء والأملاح, وعروق لحاء لسحب السكر الناتج, والعملية منظمة لدرجة كبيرة جداً, بحيث في حالة زيادة السكر يتم تحويله لنشا ويتخزن حتى الليل, وحين الحاجة له يتم عكس العملية والاستفادة من السكر المتحول من النشا في بناء النبات, كل ذلك في داخل ورقة صغيرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق